يشتد التوتر في تركيا التي لا يفصلها عن إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية سوى أسبوع، حيث وجه رجب طيب أردوغان انتقادات حادة إلى منافسه الرئيسي، بينما أبلغت المعارضة عن تعرض حملتها الانتخابية للاعتداء.
خلال كلمته أمام أكبر حشد لحملته قبل الانتخابات المنتظرة في 14 أيار/ مايو 2023، وصف الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان، مرشح تحالف المعارضة كمال كليجدار أوغلو بأنه “مخمور”. وقال أردوغان، مخاطبا مئات الآلاف من أنصاره في إسطنبول، “لن يسمح شعبي للسكارى والمغيبين باجتذاب أنظار الناس.. سيد كمال، يمكنك أن تشرب منه براميل. لا شيء سيشفيك”.
وأضاف “سترد أمّتي الرد اللازم في 14 مايو/ أيار المقبل، ولن نسمح كليجدار أوغلو (زعيم حزب الشعب الجمهوري العلماني) الذي يتعاون مع الإرهابيين بتقسيم وطننا”، وذلك في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني المحظور الذي يشنّ تمردا منذ الثمانينيات أودى بحياة أكثر من 40 ألف شخص. وتعتبره تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جماعة إرهابية.
وسبق للمعارضة أن نددت في أكثر من مناسبة باتهامات حزب العدالة والتنمية الحاكم بوجود صلة لها بالإرهابيين، معتبرة أنه خطاب انتخابي “خطير ومثير للانقسام”.
كما وحاول أردوغانمغازلة قاعدة مؤيديه ذوي الخلفية الإسلامية المحافظة في تجمعه الانتخابي بإسطنبول عبر اتهامه للمعارضة أيضا بدعمها لـ”حزب الميم”. وقال للحاضرين “حزب العدالة والتنمية والأحزاب الأخرى في تحالفنا لن تؤيد أبدا مجتمع الميم لأن الأسرة مقدسة بالنسبة لنا. سنكتسح هؤلاء المؤيدين لمجتمع الميم في صناديق الاقتراع”. وأردوغان عادة ما يصف عناصر “مجتمع الميم” بـ “المنحرفة”.
وقدّر أردوغان عدد المشاركين في تجمعه الانتخابي في إسطنبول الأحد بنحو مليون و7 آلاف شخص. فيما لم تؤكد ذلك أرقام رسمية. بينما ظهر كليجدار أوغلو في حدث كبير أمام العديد من المؤيدين في إسطنبول السبت. يذكر أن استطلاعات للرأي تشير إلى هزيمة محتملة لأردوغان في الانتخابات على المستوى الوطني للمرة الأولى منذ عقدين.
اعتداء في حملة انتخابية للمعارضة
في مناطق أخرى، رشق محتجون بالحجارة رئيسبلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو وهو عضو بحزب المعارضة الرئيسي حزب الشعب الجمهوري خلال تجمع انتخابي بمدينة أرضروم بشرق البلاد، وهي معقل لحزب العدالة والتنمية الذي يرأسه أردوغان.
وقال إمام أوغلو منددا على موقع توتير إن تسعة أشخاص أصيبوا في الواقعة، داعيا أنصاره إلى التزام الهدوء. واتهم إمام أوغلو الحكومة بـ “العمل مع المافيا ومسلحين” قائلا: “هدفهم ترويع الناس وإبقاؤهم بعيدا عن الانتخابات”.
ونشر حزب الشعب الجمهوري صورا لأشخاص مصابين بجروح في الرأس. من جهته تفاعل وزير الداخلية سليمان صويلو على تويتر مع تصريحات أكرم إمام أوغلو قائلا، إنه “..يصف الناس في أرضروم بالمحرضين، هو نفسه مُحرّض”. ويساند إمام أوغلو مساعي كليتشدار أوغلو للرئاسة، ومن المقرر أن يصبح نائبا للرئيس، في حال فوز المعارضة في الانتخابات.
المصدر: دويتشه فيله