يعكف باحثان من جامعة الإمارات على إعداد دراسة تتناول التوزيع المكاني للمخاطر الطبيعية، وقربها من المواقع التراثية في دولة الإمارات؛ حيث يتناول محمد يعقوب وعبدالله اليماحي من كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، الأثر المحتمل للمخاطر مع الأخذ في الاعتبار أعمارها وتأثيراتها المناخية؛ إذ تملك الدولة مواقع تراثية من العصر البرونزي والحديدي والإسلامي، ما يعكس التاريخ الراسخ لها، إضافة إلى دخول بعضها في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي مع خطة لدخول مواقع أخرى مستقبلاً.
ويركز البحث الذي نشر في المجلة الدولية للحد من مخاطر الكوارث على رسم خرائط المواقع التراثية في دولة الإمارات، وإنتاج استخداماتها للمساعدة في تقييم المخاطر، وتحديد تلك المواقع التراثية التي قد تكون عرضة للمخاطر الطبيعية المحتملة، ما يؤدي في النهاية إلى إنتاج قاعدة بيانات نظم المعلومات الجغرافية لمواقع التراث والأخطار المتعددة.
وتملأ الدراسة فجوة في الأدبيات المتعلقة برسم خرائط المواقع التراثية؛ حيث يمكن استخدام هذه المخرجات كأداة مساعدة في تطوير تدابير وقائية لمواقع التراث، تتضمن إنشاء قاعدة بيانات (GIS) التنسيق والتحرير والإسقاط على نظام إحداثيات مشترك ومجموعات البيانات التي استخدمت في الدراسة، وتشمل النشاط الزلزالي وهطول الأمطار، وخصائص التضاريس وخرائط استخدام الأراضي وبيانات مواقع التراث.
ويتوافق هذا البحث مع إطار سنداي للحد من مخاطر الكوارث (2015-2030)؛ حيث تم استخدام أساليب الاستشعار عن بُعد ونظم المعلومات الجغرافية لتقييم التوزيع المكاني للمخاطر الطبيعية وقربها من المواقع التراثية في الإمارات.
وأظهرت النتائج أن المواقع التراثية في شمال شرق الدولة أكثر عرضة للزلازل والفيضانات وارتفاع مستوى سطح البحر بينما في غرب الإمارات العربية المتحدة، أغلب المواقع التراثية عرضة لتأثير زحف الرمال؛ حيث تمثل هذه النتائج بداية قاعدة بيانات ومنهجية مفيدة للعديد من المؤسسات مثل تلك التي تعمل في مجالات الثقافة والتراث والسياحة وإدارة الكوارث والتخطيط الحضري، خاصة أنه يمكن أن تهدد البداية السريعة للمخاطر الطبيعية ومدتها، مواقع التراث والبشر المجاورة لها.
ويعد تجميع قاعدة بيانات نظم المعلومات الجغرافية التي تركز على المواقع التراثية في الإمارات خطوة كبيرة إلى الأمام للدراسات المستقبلية المتعلقة بالمواقع؛ حيث تم جمع بيانات حول 84 موقعاً تراثياً تنتشر في جميع أنحاء الدولة من مصادر مختلفة مثل اتفاقية التراث العالمي لليونيسكو ومصادر أخرى.
وتقع أغلب المواقع في الجزء الشمالي الشرقي من الدولة؛ حيث تضمنت الدراسة أنواع المواقع التراثية الموجودة وأين ومتى تم إنشاؤها، وإنتاج خريطة استخدامات الأراضي باستخدام صور «لاندسات» لعام 2020 بدقة تصنيف شاملة 95.5% ومعامل كابا 0.95، باستخدام الاستشعار عن بُعد الذي يعد أداة فاعلة في إنشاء خريطة استخدام الأراضي والغطاء لمنطقة كبيرة.