أكد الداعية الإسلامي الدكتور مصطفى داداش أستاذ الفقه وأصوله، أن الأمة الإسلامية “جسد واحد” بالفعل كما كانت دائمًا.
وقال الداعية التركي في برنامج (أيام الله) على الجزيرة مباشر، إن تآخي الشعوب المسلمة خير دليل على ذلك، بعيدًا عن سياسات الحكّام.
ومضى داداش إلى أن جميع المسلمين عربًا أو غيرهم يشعرون بألم شديد عندما يتابعون عبر الشاشات ما يحدث لإخوانهم في فلسطين.
وتذكر أستاذ الفقه الطفل الجزائري الذي فاز منذ أشهر بمبلغ مالي مهم في مسابقة لحفظ القرآن الكريم وتبرع به لأبناء الأسرى في فلسطين، فمع أنه ما زال طفلًا فقد زُرع في قلبه حب فلسطين.
واعتبر الداعية أن هذا الطفل هو عضو من هذا الجسد الكبير، وأضاف “إن كان الاحتلال والظَّلمة يعتقدون عند إطلاق رصاصة على فلسطيني أنهم يقتلونه هو فقط، فذلك غير صحيح”. وزاد “هذا الرصاص يصيب أعماق قلب كل مسلم في كل مكان، ونتألم قبل من أُطلقت عليه الرصاصة”.
وقال داداش “لو أتيحت الفرصة لشباب المسلمين حتى يساعدوا إخوانهم الفلسطينيين، فلا أظن أن يتردد واحد منهم في الذهاب إلى هناك”، مؤكدًا أن كل المسلمين سيقدمون ما يستطيعون للأقصى “عندما يحين الوقت”.
وحث الدكتور على ضرورة مساعدة الشعب الفلسطيني، وإن اختلفت اللغات والشعوب، فهو واجب كل مسلم يحب الأقصى صغيرًا كان أو كبيرًا.
من جهة أخرى قال الداعية التركي “تعلمنا من كارثة الزلزال دروسًا كثيرة منها “كيف تتجلى المحبة في مواقف المسلمين”. وأثنى على مواقف المسلمين وتآزرهم التي تجلت في تقديم المال والجهد والتعاطف والدعاء.
وعبّر مصطفى داداش عن تعجبه من إرسال دول في أفريقيا مساعدات إلى تركيا والشمال السوري بعد الزلزال، مع أنها بلدان تمر بوضع اقتصادي صعب.
وأشار إلى أن مساعدات بعض الدول كانت في إرسال طواقم إنقاذ، مضيفًا “لا يكلّف الله نفسا إلا وسعها” مشيدًا بمعاني التعاون والتآزر التي أبان عنها المسلمون.
وقال إن الدروس المستفادة من الكارثة، هي قيمة الإيمان بالله والأسس الأخرى للعقيدة ومنها الإيمان بالقدر مع أنها مصيبة يصعب تحملها، خصوصًا من فقد جميع أفراد أسرته.
وروى الداعية قصة الرجل الذي انتظر 10 سنوات ليُرزق طفلا وعندما رزقه الله إياه بقي تحت الأنقاض، وقال إن الصبر يأتي بالإيمان بالله سبحانه وتعالى.
ومضى أستاذ الفقه إلى أن الدرس الأهم المستخلص من كارثة الزلزال، هو إتقان العمل؛ إذ سلمت بعض المباني من الانهيار بسبب إتقان تشييدها.