تجددت الاحتجاجات -اليوم السبت- في مدينة السويداء جنوبي سوريا تنديدا بسياسات النظام وللمطالبة برحيله، في وقت دعت فيه بريطانيا لإيجاد تسوية سياسية في البلد الذي يعاني من صراع مستمر منذ 12 عاما.
وبث ناشطون مقاطع مرئية تظهر تجمع مئات المحتجين في ساحة الكرامة وسط السويداء لليوم 42 على التوالي، حيث رفع المشاركون في الاحتجاجات لافتات وشعارات تطالب بالتغيير السياسي والمزيد من الحريات.
واندلعت مظاهرات السويداء في أغسطس/آب الماضي، بسبب رفع النظام الدعم عن الوقود مما عكس ارتفاعا في الأسعار، وزيادة في الأعباء الاقتصادية والمعيشية على السوريين الذين يعانون من تردي أحوالهم منذ سنوات.
وظلت السويداء، التي تضم معظم الطائفة الدرزية في سوريا، تحت سيطرة الحكومة طوال فترة الحرب، وأفلتت إلى حد كبير من العنف الذي عمّ أماكن أخرى، إلا أنها شهدت في أوقات متفرقة مظاهرات ضد ممارسات نظام الأسد، وطالبت برحيله في بعضها.
وذكرت تنسيقيات محلية في السويداء أن مجموعة من المحتجين أغلقت مقر حزب البعث في مدينة صلخد جنوب المحافظة “بطريقة توافقية” مع أمين الشعبة الحزبية، الذي قدم الضيافة وأقفل أبواب المقر، كما توضح لقطات بثت اليوم السبت.
وخلال الأسابيع الماضية أعلن المحتجون في السويداء إغلاق مقار لحزب البعث “بشكل نهائي” كما أحرقوا ومزقوا صورا لبشار الأسد ووالده حافظ كانت على واجهاتها، وواجهات مؤسسات ومقار حكومية.
موقف بريطاني
من جانبها أعلنت المبعوثة البريطانية إلى سوريا آن سنو، التزام بلادها بتطبيق القرار الأممي 2254، والمتعلق بوقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية للوضع في سوريا. وذلك في تصريحات نشرتها عبر حسابها على منصة “إكس”.
وفي تغريدة أخرى قالت سنو، التي عينتها لندن مبعوثة لسوريا قبل أشهر، إنها تحدثت مع الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في سوريا الشيخ حكمت الهجري، ضمن سلسلة اتصالات مع المنخرطين في الحركة الاحتجاجية في المحافظة، وأكدت أن بريطانيا تراقب الوضع من كثب.
وصوّت مجلس الأمن يوم 18 ديسمبر/كانون الأول 2015 على القرار الأممي 2254 الذي نصّ على بدء محادثات سلام بسوريا، والدعوة لتشكيل حكومة انتقالية، وإجراء انتخابات برعاية أممية، كما طالب بوقف أي هجمات ضد المدنيين بشكل فوري، إلا أن ذلك لم يتحقق حتى اليوم.
ورغم تقارب بعض الدول العربية مؤخرا مع نظام بشار الأسد؛ فإن دولا غربية -وفي مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا- لا تزال متمسكة برفض تطبيع العلاقات مع النظام السوري، ورفض “تعويم” رئيسه مع مطالبتها بمحاسبته عن الجرائم ضد الإنسانية المنسوبة إليه.
المصدر : الجزيرة