نبدأ جولتنا في الصحف البريطانية من صحيفة الفاينانشال تايمز وتقرير أعدته ايمي كازمين من روما وليلى عبود من باريس بعنوان “ميلوني والأمير محمد بن سلمان في معركة تنافسية على استضافة معرض إكسبو الدولي 2030”.
تستهل الصحيفة المقال بالقول إن المال السعودي ظهر جليا إلى جانب القوة العميقة والناعمة لإيطاليا في الحدث التنافسي في باريس هذا الأسبوع، حيث قدم ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان ورئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني عرضي بلديهما لاستضافة معرض إكسبو الدولي 2030 – وهو معرض عالمي يجذب ملايين الزوار واستثمارات بمليارات الدولارات.
وأضافت الصحيفة أن الضيوف استمتعوا في حفل استقبال سعودي أقيم في قاعة معارض في باريس يوم الثلاثاء بالضيافة السعودية والتي احتوت على الكوكتيلات والتمور المحشوة ومشهدا غنائيا مصحوبا بالعرضة السعودية.
أما في مساء الليلة التالية، فظهرت ميلوني في حفل استقبال في الحديقة المليئة بالأزهار في السفارة الإيطالية في باريس لجذب نفس المندوبين الذين سيصوتون في وقت لاحق من هذا العام على المدينة التي ستفوز باستضافة إكسبو.
وقدمت ميلوني للضيوف عرضا شمل مؤثرات بصرية وسمعية مدته 30 دقيقة، وعلى ما يبدو، تقول الصحيفة، إن العرض يقارن “القيم الإنسانية الإيطالية مع القيم الاستبدادية في المملكة العربية السعودية”.
بالنسبة لولي عهد السعودي، تري الصحيفة أن تأمين الفوز باستضافة الرياض للمعرض هو جزء من جهد شامل لتعزيز نفوذ المملكة، حيث تسعى لتقليل الاعتماد الاقتصادي على النفط، ووضع نفسها كمركز مالي وتوسيع صناعة السياحة فيها إلى ما هو أبعد من السياحة الدينية الحج.
وتضيف أنه بعد استخدام صندوق الثروة السيادي للمملكة العربية السعودية والذي تبلغ قيمته 650 مليار دولار للاستحواذ على أفضل أندية كرة القدم واستقدام لاعبين مثل كريستيانو رونالدو وكسب نفوذ في لعبة الغولف العالمية، سيكون المعرض جائزة ومكسبا رائعا أخر.
لكن منتقدو الأمير السعودي، كما توضح الصحيفة، يقولون إنه يستخدم مثل هذه الأحداث لتحسين صورة بلاده التي تضررت كثيرا بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي عام 2018 على يد عناصر الأمن السعودي داخل قنصلية المملكة في اسطنبول.
وعلى النقيض من ذلك، كان لدى روما حجة مقنعة لاستضافة معرض عالمي شامل وملهم، حسبما قال جيامبيرو ماسولو، وهو دبلوماسي متقاعد يرأس الآن لجنة الملف الإيطالي. وأضاف أن مثل هذا الحدث لا ينبغي أن يكون مجرد أداة “للترويج لدولة واحدة أو لشخص واحد”.
وأضاف ماسولو “نعتقد أن المعارض موجودة من أجل إظهار ما يمكن أن يحققه العالم إذا عملت البلدان معا”. وكجزء من عرضها، تقترح روما معرضا يعمل بالطاقة الشمسية بالكامل.
وردا على سؤال حول عدم دعم فرنسا لطلب روما، قالت ميلوني إنها “ليست في وضع يسمح لها بالحكم على خيارات الآخرين” وأضافت “أعتقد أن ترشيح روما هو خيار ممتاز لا يزال بإمكان العديد من البلدان القيام به، لذا فإن تركيزي ينصب على هؤلاء”.
لكن مسؤولا في الإليزيه قال هذا الأسبوع إن المملكة العربية السعودية فازت بالدعم الفرنسي لأنها كانت الدولة الأولى والوحيدة التي طلبت ذلك – وألمح إلى أن باريس لديها أيضا مصالح أخرى. مضيفا “أردنا بهذه الطريقة أيضا حث المملكة العربية السعودية على تقديم التزامات لنا بشأن مواضيع كانت مهمة بالنسبة لنا”.
على الغرب أن يقبل بواقع جديد في اليمن
وإلى صحيفة الغارديان ومقال كتبه محرر الشؤون الدبلوماسية، باتريك وينتور، بعنوان “الزعيم الجنوبي يؤكد أن محادثات السلام في اليمن يجب أن تقبل بتقسيم البلد إلى دولتين”.
واستهل وينتور مقاله بما قاله عيدروس الزُبيدي، والذي، بحسب المقال، يُنظر إليه على أنه جزء لا يتجزأ من حل الحرب الأهلية اليمنية المستمرة منذ تسع سنوات، من أن على الغرب أن يقبل بواقع جديد يسيطر فيه الحوثيون على شمال اليمن ويدير الجنوب المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي.
وفي مقابلة مع صحيفة الغارديان، قال اللواء عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس المجلس الرئاسي وعضو المجلس المعترف بها من الأمم المتحدة، إنه يجب إعادة تشكيل المحادثات المخطط لها حول مستقبل البلاد لمواجهة هذا الواقع الجديد، من خلال وضع قضية دولة جنوبية منفصلة في مقدمة المناقشات.
وحاول الزبيدي في المقابلة أيضا طمأنة الغرب بأن الممرات البحرية والموانئ وحقول النفط في جنوب اليمن الاستراتيجي ستكون آمنة في ظل دولة يقودها المجلس الانتقالي الجنوبي، قائلاً: “سنطبق جميع قواعد الأمم المتحدة والقانون الدولي”. وحذر من أن البديل هو سيطرة الحوثيين المدعومين من إيران على مضيق باب المندب، الممر المائي المهم للتجارة الدولية.
كما تعهد بإجراء استفتاء تحت إشراف الأمم المتحدة قبل استقلال الجنوب، مضيفا أنه سيتعاون مع محكمة جنائية دولية للتحقيق في جرائم الحرب التي وقعت خلال الحرب.
ويشير الكاتب إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي يود العودة إلى الفترة بين 1967 و 1990 عندما كان اليمن دولتين إذ كانت هناك دولة اشتراكية منفصلة في الجنوب. وعلى الرغم من أن تلك الدولة لها مزاياها وعيوبها كما قال الزبيدي، “لكنك لم تكن لتستطيع وقتها تجد أبدا أي شخص يعاني من نقص في الاحتياجات الأساسية، فقد كانت الدولة تحترم حقوق الإنسان”.
وأضاف الزبيدي، المدعوم بقوة من الإمارات العربية المتحدة منذ أن شكل المجلس الانتقالي الجنوبي في عام 2017، أن المجلس الانتقالي الجنوبي هو المنظمة الأكثر تنظيما في المحافظات الثمان في الجنوب بما في ذلك عدن، والقوة العسكرية المهيمنة القادرة على محاربة الحوثيين المدعومين من إيران. موكدا أن “الواقع الجديد هو أن الحوثيين يسيطرون على الشمال والمجلس الانتقالي يحكم الجنوب”.
وأوضح المقال أن الزبيدي مستاء للغاية لأن الحكومة اليمنية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة لا تعكس بشكل كاف قوة المجلس الانتقالي الجنوبي، وقال “حان الوقت للتغيير في الحكومة لأنها عاجزة وغير قادرة على تقديم الخدمات الأساسية المطلوبة”.
“سأجعلك تندم”
ونختم جولتنا في صحيفة التلغراف وتقرير كتبة مراسل الصحيفة في أمريكا، ديفيد ميلوارد، بعنوان “هانتر بايدن استخدم اسم والده للضغط على رجل أعمال صيني، بحسب ادعاءات المبلغين عن المخالفات”.
وينقل التقرير عن ما جاء في تقرير المبلغين عن المخالفات أن هانتر نجل الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قال، بينما كنت جالسا “مع والدي” كنت أضغط على رجل أعمال صيني بشأن صفقة طاقة مقترحة.
وقال التقرير أن هانتر بايدن قال للسيد جاو، مدير إدارة صندوق الحصاد “أنا أجلس هنا مع والدي ونود أن نفهم سبب عدم الوفاء بالالتزام الذي تم التعهد به”.
وأضاف “إذا تلقيت مكالمة أو رسالة نصية من أي شخص آخر بخلافك أنت أوجهانع أو رئيس مجلس الإدارة، فسوف أتأكد من أنه بين الرجل الجالس بجواري وكل شخص يعرفه ويعرف وقدرتي أن أجعلك تندم على عدم اتباع توجيهاتي”.
وبحسب الصحيفة، لم يتضح ما إذا كان جو بايدن، نائب الرئيس آنذاك، متورطا بالفعل في هذا الأمر. لكن الرئيس بايدن أكد منذ فترة طويلة أنه ليس لديه علم بالتعاملات التجارية لابنه.
وطفت قصة رسائل الواتساب المزعومة، التي تقدم، كما يقول الكاتب، أوضح مؤشر على استغلال هانتر بايدن لمنصب والده في الحكومة في شؤونه الشخصية، بينما كان مدعوا لحضور مأدبة عشاء رسمية تكريما لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.
وكان هانتر أقر يوم الثلاثاء، بأنه مذنب لأنه فشل مرتين في تقديم الإقرارات الضريبية في عامي 2017 و 2018. كما أنه تجنب السجن بسبب الكذب بشأن رخصة سلاحه عندما كان مدمنا على الكوكايين، من خلال الموافقة على برنامج التحويل قبل المحاكمة.
ومع ذلك، أعيقت محاولات بايدن للتخلص من الفضيحة يوم الخميس من خلال الكشف عن شهادة غاري شابلي، وكيل خدمات الإيرادات الداخلية الذي قاد التحقيق في الشؤون الضريبية لبايدن في الكونغرس.
وكان شابلي أخبر اللجنة الخاصة والتابعة لمجلس النواب، الشهر الماضي، في شهادة تم الكشف عنها يوم الخميس، أن وزارة العدل ومسؤولين آخرين عرقلوا التحقيق.
ولم يترك الرئيس السابق، دونالد ترامب، الأمر يمر مرور الكرام، فقد استغله في مهاجمة الرئيس بايدن على قناته الخاصة للتواصل الاجتماعي تروث سوشال، وقال في أحد المنشورات “نحن نعرف الآن سبب ترك هانتر: كان هذا دائمًا يتعلق بحماية جو بايدن وكان الجميع في واشنطن متورطًا في ذلك”.