لن يكون الصيف المقبل في تونس والجزائر والمغرب مثل السنوات الماضية. فبسبب شحُّ المياه، وقلة التساقطات، باتَ سكان هذه الدول مهددين بالعطش والحرمان من الماء لساعات طويلة كل يوم، وقد اضطرت السلطات التونسية قبل بضعة أيام، لقطع مياه الشرب عن السكان لـ7 ساعات كل يوم، بعد أن تقلَّص مخزون السدود إلى مستويات غير مسبوقة.
وحذَّرت وزارة الزراعة التونسية من انحسار كبير في محاصيل الزراعة هذا الصيف، كما حظرت أيضاً استخدام المياه الصالحة للشرب لغسيل السيارات، وريّ المساحات الخضراء، وتنظيف الشوارع والأماكن العامة، وملء المسابح الخاصة، وأصدرت قراراً بمعاقبة المخالفين، وهو ما أدَّى لظهور عدد من الاحتجاجات، خصوصاً أنَّ انقطاعات المياه أصبحت بوتيرة متزايدة منذ سنوات في عدد من المناطق التونسية، بحيث تصل إلى أشهر، وفي بعض المناطق هناك عائلات قُطعت عنهم الماء لسنوات وليس فقط لأشهر.
وفي الجزائر، قرَّرت الحكومة إنجاز مزيد من المحطات لتحلية مياه البحر؛ للتخفيف من حدة الأزمة، وبالخصوص تزويد المدن الكبرى بالماء الصالح للشرب، خصوصاً بعد أن أصبح شبح الندرة يهدد الزراعة بشكل مقلق، وهو ما يعني تأثر الاقتصاد بشكل مباشر.
في المغرب، تراجعت الواردات المائية إلى 14 مليار متر مكعب، خلال السنوات الـ10 الأخيرة؛ بسبب انخفاض التساقطات المطرية والثلجية بنسبة 85 في المائة.
أما ليبيا فهي من الدول «الأكثر تأثراً بشح المياه في العالم»، حسب مارك فرانش، الممثل المقيم لـ«برنامج الأمم المتحدة الإنمائي»
المصدر: Aawsat
