أفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان سيتوجه إلى قطر يوم الأربعاء. عاد الرئيس مؤخرًا من نيويورك حيث شارك وفد إيراني كبير في الجمعية العامة للأمم المتحدة. التقى بزشكيان مؤخرًا برئيس الوزراء الروسي هذا الأسبوع.
من الواضح أن الرئيس الإيراني يبدو أنه يحافظ على وتيرة سريعة للاجتماعات الدولية. وهذا مهم بالنسبة لإيران لأن إيران تحاول تعزيز العلاقات الدبلوماسية حتى مع استمرار وكلائها في شن حرب استنزاف لا هوادة فيها على إسرائيل.
يتوجه بزشكيان إلى الدوحة يوم الأربعاء حيث سيلتقي أمير قطر ويشارك في قمة حوار التعاون الآسيوي التاسعة عشرة. وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن “رحلة بزشكيان التي تستغرق يومين ستتم بدعوة رسمية من الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر. كما سيشارك الرئيس في اجتماع لوفود إيرانية وقطرية رفيعة المستوى وحفل توقيع وثائق التعاون”.
وتستضيف قطر قادة حماس، كما أصبحت الدوحة معادية لإسرائيل بشكل متزايد، حيث انتقدتها في الأمم المتحدة وانتقدت أيضًا العملية البرية الأخيرة ضد حزب الله في لبنان. وقد تطلعت الولايات المتحدة والغرب إلى الدوحة للتوسط في اتفاق لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل.
ولكن يبدو أن هذه الصفقة أصبحت بعيدة المنال الآن، وأن الدور الإجمالي للدوحة أصبح الآن أكثر سلبية مما كان عليه في الماضي. إن عمل إيران على خلق علاقات أكثر دفئاً مع قطر يشكل جزءاً من الاتجاه السائد في المنطقة حيث تعمل إيران مع تركيا وروسيا والصين ومجموعات أخرى ضد إسرائيل.
كما يشارك الزعيم الإيراني في حوار التعاون الآسيوي الذي افتتح لأول مرة في يونيو/حزيران 2002 في تشا آم بتايلاند، وضم 18 وفداً. وتشير وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى أن “حوار التعاون الآسيوي هو منتدى على مستوى القارة، وهو الأول من نوعه في آسيا. وبشكل أكثر تحديداً، يهدف حوار التعاون الآسيوي إلى تشكيل الحلقة المفقودة في آسيا من خلال دمج كل دولة آسيوية وبناء مجتمع آسيوي دون تكرار المنظمات الأخرى أو إنشاء كتلة ضد الآخرين”. كما أن إيران جزء من مجموعات اقتصادية أخرى مثل مجموعة البريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون، حيث تعمل على التقرب من الصين وروسيا.
وتأتي زيارة الزعيم الإيراني إلى قطر في خضم تطور مهم آخر. أفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن القوات البرية الإيرانية تجري لأول مرة تدريبات عسكرية مشتركة مع سلطنة عمان. بدأ التدريب هذا الأسبوع. وبحسب التقارير فإن هذه المناورات تسمى صقور الجبل 1 وبدأت يوم الاثنين في محافظة جبل الخضر في عمان.
وأفادت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن “هذه المناورات تقام بمشاركة القوة البرية لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية والقوة البرية لجيش سلطنة عمان، فضلاً عن دعم القوات الجوية وشرطة عمان السلطانية، بهدف تبادل الخبرات والتدريب القتالي المشترك وتحسين مستوى الاستعداد القتالي والعملياتي”.
ترتبط إيران بعلاقات وثيقة بشكل متزايد مع عمان. تعد عمان دولة مهمة لأنها غالبًا ما كانت تُنظر إليها على أنها محايدة في العديد من القضايا في المنطقة. على سبيل المثال في عام 2018 زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عمان. في السنوات الأخيرة، بدا أن عمان أصبحت أقرب إلى إيران. خلال أزمة الخليج عندما قطعت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ودول أخرى العلاقات مع قطر، ظلت عمان خارج الأزمة. كما أن سلطنة عمان تربطها علاقات تقليدية مع دول عبر المحيط الهندي. وهي مهمة أيضًا لأنها قريبة من اليمن.
لقد استهدف الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن الشحن وخلق الفوضى في البحر الأحمر، فضلاً عن استهداف إسرائيل. تعتبر عمان عمومًا دولة مسالمة وآمنة ومستقرة في المنطقة. إن تدريبها المشترك مع إيران يثير بعض الدهشة. ومع ذلك، فإن القوات البرية الإيرانية ليست مثل الحرس الثوري الإسلامي ويُنظر إليها على أنها جزء أقل أيديولوجية من قوات الأمن الإيرانية. وعلى هذا النحو، يمكن رؤية التدريب في ضوء عمليات النفوذ الإيرانية في الخليج ورغبتها في فرض الأمن في المنطقة. بالنسبة لإيران، يعني “الأمن” أيضًا زعزعة الاستقرار في بعض الساحات، ولكن ليس بالضرورة في عمان.
