قالت إيران إن أموالها المجمدة لدى كوريا الجنوبية، ستنقل قريبا إلى ستة حسابات تابعة لها في قطر، فيما قالت شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية نقلا عن مصدر أميركي مطّلع إن وفدا أميركيا وآخر إيرانيا اجتمعا في فندقين منفصلين في الدوحة.
وقال محافظ البنك المركزي الإيراني محمد رضا فرزين في تصريح صحفي إنه جرى الإفراج عن جميع الأرصدة المالية الإيرانية المحتجزة في كوريا الجنوبية، وإن دولة ثالثة ستدفع رسوم تحويل هذه الأموال من الوون إلى اليورو، مشيرا إلى أن الأموال المجمدة والبالغة 7 مليارات دولار، خسرت قيمتها ووصلت إلى 6 مليارات، بسبب انخفاض الوون أمام الدولار.
وأضاف أن طهران ستصل خلال الفترة القادمة إلى جزء آخر من أموالها المجمدة في بعض الدول، وهذا الأمر سيكون له تأثير على الأسواق والتبادلات التجارية الإيرانية وفق قوله، مشيرا إلى أن الأموال المفرج عنها ستستخدم لشراء سلع غير خاضعة للعقوبات.
وكانت وكالة الأنباء الإيرانية ذكرت الجمعة أنه بدأ الإفراج عن جزء من أموال طهران المجمدة في أحد البنوك الأوروبية، وأشارت إلى أن الاتفاق مع واشنطن يشمل الإفراج عن 10 مليارات دولار في كوريا الجنوبية والعراق.
وأوضحت الوكالة أنه سيتم الإفراج عن أموال إيرانية من بنك التجارة العراقي ضمن الصفقة مع واشنطن، وسيتم نقل الأموال المجمدة من كوريا الجنوبية إلى سويسرا قبل تحويلها إلى قطر.
تفاصيل المفاوضات
وفي سياق متصل قالت شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية نقلا عن مصدر أميركي مطّلع إن وفدا أميركيا وآخر إيرانيا اجتمعا في فندقين منفصلين في الدوحة، وذلك قبيل الإعلان عن اتفاق تبادل السجناء بين البلدين، في حين أعلنت طهران الإفراج عن جميع أرصدتها المالية المحتجزة في كوريا الجنوبية.
وأعلنت إيران والولايات المتحدة -الخميس الماضي- التوصّل إلى اتفاق يقضي بالإفراج عن مليارات الدولارات المجمّدة لإيران، مقابل تبادل للسجناء بين البلدين، على أن تنقل الأموال إلى حسابات في قطر.
ونقلت “سي إن إن” عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الدوحة استضافت وفدي التفاوض وعمِلت وسيطا لنقل الرسائل بين الطرفين، مشيرة إلى أن المفاوضات بين الجانبين الإيراني والأميركي لم تكن مباشرة، وإنما عبر الوسيط القطري، وأوضحت أن التوصّل للاتفاق كان قبل 6 أشهر.
ووفق الشبكة الأميركية فإن واشنطن تحفّظت على الإعلان عن الاتفاق حتى اتخاذ الخطوة الأولى من جانب إيران بنقل السجناء، وأكّد المسؤولون الأميركيون أن الدبلوماسيين القطريين لعبوا دورا في الحفاظ على المفاوضات وإنجاحها.
في هذه الأثناء، قال مسؤول أمني إيراني لوكالة “فارس” الإيرانية، إن ملف تبادل السجناء مع واشنطن كان ملحقا غير مكتوب في الاتفاق النووي عام 2015، بطلب أميركي.
وأضاف المسؤول الأمني الإيراني أن الاتفاق الحالي نتيجة إحدى أكثر المفاوضات الإيرانية نجاحا، وتم من دون أن تقدم طهران أي التزامات.
وكانت واشنطن قد أبرمت اتفاقا مع طهران يقضي بالإفراج عن مليارات الدولارات المجمدة لصالحها مقابل تبادل للسجناء بين البلدين، على أن تنقل الأموال إلى حسابات في قطر.
وقد كشفت قطر أن الاتفاق الإيراني الأميركي بشأن تبادل السجناء سبقته زيارات مكثفة لمسؤوليها لواشنطن وطهران.
وأوضح وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية محمد بن عبد العزيز الخليفي، في لقاء مع الجزيرة، أن قطر لعبت دور مُيسرٍ حيوي وحاسم ووسيط دولي موثوق للتوصل لهذا الاتفاق، مشددا على أنه يمثل دليلا على إمكانية تسوية خلافات المنطقة بالحوار.
وأعرب عن أمل دولة قطر في أن تفضي هذه الخطوة إلى اتفاق بشأن الملف النووي.
من جهته، قال منسق الاتصالات الإستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي للجزيرة إن دولة قطر كانت صديقا مميزا، وعبّر عن امتنانه للدور القطري في إبرام الاتفاق.
وقال كيربي إن ما يجري الحديث عنه هو وضع جزء من أموال إيران المجمدة في حسابات لاستخدامها لأغراض إنسانية فقط، واصفا ما أُنجز بالخطوة الإيجابية، وأعرب عن أمله في استكمال هذه الخطوة بعودة المحتجزين.
قلق كوري جنوبي
في المقابل، نقلت أسوشيتد برس عن مسؤولين أميركيين قولهم، إنه في حين أن كوريا الجنوبية تعمل على تحويل الأموال الإيرانية المجمدة، فإنها تشعر بالقلق من تحويل ستة إلى سبعة مليارات دولار من عملتها “الوون” إلى عملات أخرى في وقت واحد.
وأضاف المصدر ذاته أن كوريا الجنوبية ترى أن ذلك سيؤثر بشكل سلبي على سعر الصرف وعلى اقتصادها، وهذا ما يدفعها إلى السير ببطء في العملية بتحويل مبالغ صغيرة من الأصول الإيرانية المجمدة.
وحسب المسؤولين الأميركين فإن على كوريا الجنوبية أيضا تجنب استخدام النظام المالي الأميركي، أثناء عملية تحويل الأموال، لأن ذلك قد يعرضها لعقوبات أميركية.
ولهذا السبب، تم ترتيب سلسلة معقدة من التحويلات تستغرق وقتا طويلا من خلال بنوك دولة ثالثة لم يعلن عنها.
المصدر: الجزيرة